كعادتها في كل عام، احتفلت إسرائيل يوم 15 مايو 2023، بالذكرى الخامسة والسبعين لقيامها المشؤوم، يوم 15 مايو 1948. كما احتفلت يوم 6 يونيو 2023، بمناسبة مرور 56 عاماً على ما تسميه بـ«حرب الأيام الستة»، وما نسميه في عالمنا العربي، بـ«نكبة حزيران 1967». وفي الجانب الآخر (الفلسطيني)، تذكر الفلسطينيون مرور 75 سنة على النكبة الكبرى، التي أنزلها هذا الكيان الغاصب بأرضهم وبشعبهم، وذلك على أشلاء قتلاهم بأيدي الجيش الإسرائيلي، في كل فلسطين. ولم نشهد، بالطبع، إحياء يذكر في البلاد العربية والإسلامية لهذه الكارثة الشنعاء، ربما لفظاعتها. فلم يشهد التاريخ الحديث أقسى وأمر من الظلم والوحشية اللذين مارستهما الصهيونية - وما زالت تمارسها، ويومياً - لإقامة «دولة إسرائيل»، على أرض وحساب حق وكرامة الشعب الفلسطيني. إذ شردت إسرائيل معظم هذا الشعب من بلاده، وقتلت، وأصابت مئات الآلاف من أبنائه، وصادرت أراضيهم وممتلكاتهم.. واستولت على بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم.. لتهيئتها للمهاجرين الصهاينة، القادمين من شتى بقاع الأرض، في أشرس غزو استيطاني يشهده العصر الحديث.
أضف إلى ذلك المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد الفلسطينيين العزل، على مدار العام، حيث يقتل العشرات بدم بارد.. في حرب إبادة شاملة. لقد ارتكبت الحركة الصهيونية - بشهادة كل المنصفين في هذا العالم، ومنهم الكثير من اليهود - «جريمة العصر».. بما فعلته، وتفعله، بفلسطين وأهلها. ومما يضاعف هذا الجرم، هو استمراره حتى اليوم، على مرأى ومسمع العالم، الذي خضع معظمه - ويا للعار - للابتزاز الصهيوني.. فوقف متفرجاً على هذه المأساة.. بل وبعضه مدعماً لهذا العدوان - غير المسبوق، في التاريخ الحديث - على شعب بأكمله.
****
وما زال ثلثا الشعب الفلسطيني (حوالى 7 ملايين شخص) مشرداً.. ويعيش معظمهم في مخيمات بائسة، بعيداً عن منازلهم وأرضهم. وما زالت إسرائيل تصادر الجزء تلو الجزء مما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتوصم من يقاوم جرمها (وإرهابها) بأنه «إرهابي»! وكما هو معروف، لم يقتصر أذى إسرائيل وخطرها على فلسطين والفلسطينيين، بل امتد ليشمل كل المنطقة. فمجرد وجود هذا الكيان، بالمضمون العدواني الذي يوجد عليه الآن، وبرفضه للتسوية السلمية المطروحة عالمياً، يمثل تهديداً وخطراً ساحقاً على كل المنطقة العربية، لأن إسرائيل تسعى - بإصرار عجيب - للهيمنة على المنطقة.. والسيطرة على مقدراتها، عبر تمزيقها، ونشر الفوضى والاضطراب في أطرافها.. كي تكون لها - في النهاية، وكما تعلن - اليد الطولي في كل شؤون المنطقة - ما صغر منها وما كبر.
لقد جرت إسرائيل على المنطقة الكثير من الحروب والمآسي والويلات. وكانت وراء معظم الحروب والصراعات، والمآسي، التي حصلت بالمنطقة. صحيح، أن معظم ما بالمنطقة من كوارث يعود أولاً لأسباب ذاتية، ولكن المؤكد أن الكيان الصهيوني لعب - على مدار العقود الثمانية الماضية - دوراً سلبياً وهداماً.. ليفاقم من مشاكل المنطقة، ويزيد طينها بلة. وإدراكاً لهذا التهديد، جر العرب - اضطراراً - لخوض ستة حروب مع إسرائيل، وانتفض الفلسطينيون أكثر من مرة. وكان الدعم الأمريكي - وما زال - بالمرصاد لكل المقاومة العربية والفلسطينية. وشهد «الصراع» عشرات المبادرات السلمية والاتفاقات.. ولكن تصميم إسرائيل على تحقيق أهدافها التوسعية يجعل من السلام، بين الجانبين، حلماً بعيد المنال. يرى قادة إسرائيل الفاشيون أن السلام ليس في صالحهم.. طالما إسرائيل تحظى بهذا التأييد الأمريكي المطلق، والذي ضمن لها «التفوق» الاستراتيجي على كل جيرانها!
*****
ونذكر بأن قيام وتوسع ونمو وعربدة إسرائيل، يرد إلى عدة أسباب، أهمها (بالترتيب التنازلي للأهمية): الدعم الأمريكي والغربي المطلق للحركة الصهيونية، ثم التخطيط الصهيوني المحكم والمدروس، والمدعوم بكل وسائل القوة الذاتية الممكنة، ثم ضعف وتهالك معظم العرب (والمسلمين) وقابليتهم للاندحار. وضعف العرب ناجم عن «عقبات» ذاتية معروفة - إضافة إلى العقبات الخارجية الصادرة من التحالف الاستعماري - الصهيوني. وتحويل هذا الضعف إلى قوة (تتناسب مع ما لدى العرب من إمكانات مادية وبشرية) سيعني: «إصلاح» الخراب في الوضع العام لمعظم العالم العربي الحالي.
فلا شك أن الإصلاح المأمول سيسهم في حل هذا الصراع، حلاً عادلاً وحاسماً. إضافة إلى كونه متطلباً أساسياً للتنمية الحقيقية العربية الشاملة المنشودة. فالعرب أقوى وسيكونون أقدر على مواجهة إسرائيل - على شتى الصعد، وأكثر فعالية وحكمة في الضغط على القوى الكبرى، لخدمة قضاياهم، وفي مقدمتها هذه القضية. إن التطوير أصبح ضرورياً وحتمياً، حتى وإن لم يكن هناك هذا التحدي الصهيوني الرهيب. بل إن وجود هذا التحدي يمكن - بل يجب - أن يعتبر دافعاً محثاً للتسريع في التطوير والإصلاح، حتى تخرج معظم هذه الأمة من هذا المأزق التاريخي الدموي والمهين، والمتمثل في: ضعفها، وتخلفها، وكذلك في: اندحارها أمام ألد أعدائها. وتظل هناك الكثير من الأسئلة، ومنها: كيف.. وقد استحكمت المعوقات، بشكل غير مسبوق؟
****
لا يوجد إنسان سوي يحبذ الصراعات والحروب. لكن هذا «الصراع» فرض على الأمة، ووضعها أمام خيارات مرة، كانت في غنى عنها. ويتساءل البعض - بحق - كيف للعرب أن يواجهوا هذا العدو، المدجج بأحدث أسلحة الدمار الشامل الفتاكة، أليس من التعقل تجنب مواجهته؟! ونجيب عن هذا السؤال، بسؤال: هل على العرب، إذا، الاستسلام، علماً بأن الاستسلام سيمكن هذا العدو أكثر من الأرض العربية، ويرفع سقف أهدافه (من النيل للفرات)؟! إن الحكمة السياسية، تقتضي الاستمرار في عزل هذا العدو، ومقاومته، بكل الطرق الممكنة، والضغط عليه، حتى يستجيب لمتطلبات السلام (العالمية)، والتي ستضطر هؤلاء الغزاة لخفض سقف أطماعهم، ووقف توسعهم، وخفض رغبتهم الجامحة في الهيمنة على «كل» المنطقة..
أضف إلى ذلك المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد الفلسطينيين العزل، على مدار العام، حيث يقتل العشرات بدم بارد.. في حرب إبادة شاملة. لقد ارتكبت الحركة الصهيونية - بشهادة كل المنصفين في هذا العالم، ومنهم الكثير من اليهود - «جريمة العصر».. بما فعلته، وتفعله، بفلسطين وأهلها. ومما يضاعف هذا الجرم، هو استمراره حتى اليوم، على مرأى ومسمع العالم، الذي خضع معظمه - ويا للعار - للابتزاز الصهيوني.. فوقف متفرجاً على هذه المأساة.. بل وبعضه مدعماً لهذا العدوان - غير المسبوق، في التاريخ الحديث - على شعب بأكمله.
****
وما زال ثلثا الشعب الفلسطيني (حوالى 7 ملايين شخص) مشرداً.. ويعيش معظمهم في مخيمات بائسة، بعيداً عن منازلهم وأرضهم. وما زالت إسرائيل تصادر الجزء تلو الجزء مما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتوصم من يقاوم جرمها (وإرهابها) بأنه «إرهابي»! وكما هو معروف، لم يقتصر أذى إسرائيل وخطرها على فلسطين والفلسطينيين، بل امتد ليشمل كل المنطقة. فمجرد وجود هذا الكيان، بالمضمون العدواني الذي يوجد عليه الآن، وبرفضه للتسوية السلمية المطروحة عالمياً، يمثل تهديداً وخطراً ساحقاً على كل المنطقة العربية، لأن إسرائيل تسعى - بإصرار عجيب - للهيمنة على المنطقة.. والسيطرة على مقدراتها، عبر تمزيقها، ونشر الفوضى والاضطراب في أطرافها.. كي تكون لها - في النهاية، وكما تعلن - اليد الطولي في كل شؤون المنطقة - ما صغر منها وما كبر.
لقد جرت إسرائيل على المنطقة الكثير من الحروب والمآسي والويلات. وكانت وراء معظم الحروب والصراعات، والمآسي، التي حصلت بالمنطقة. صحيح، أن معظم ما بالمنطقة من كوارث يعود أولاً لأسباب ذاتية، ولكن المؤكد أن الكيان الصهيوني لعب - على مدار العقود الثمانية الماضية - دوراً سلبياً وهداماً.. ليفاقم من مشاكل المنطقة، ويزيد طينها بلة. وإدراكاً لهذا التهديد، جر العرب - اضطراراً - لخوض ستة حروب مع إسرائيل، وانتفض الفلسطينيون أكثر من مرة. وكان الدعم الأمريكي - وما زال - بالمرصاد لكل المقاومة العربية والفلسطينية. وشهد «الصراع» عشرات المبادرات السلمية والاتفاقات.. ولكن تصميم إسرائيل على تحقيق أهدافها التوسعية يجعل من السلام، بين الجانبين، حلماً بعيد المنال. يرى قادة إسرائيل الفاشيون أن السلام ليس في صالحهم.. طالما إسرائيل تحظى بهذا التأييد الأمريكي المطلق، والذي ضمن لها «التفوق» الاستراتيجي على كل جيرانها!
*****
ونذكر بأن قيام وتوسع ونمو وعربدة إسرائيل، يرد إلى عدة أسباب، أهمها (بالترتيب التنازلي للأهمية): الدعم الأمريكي والغربي المطلق للحركة الصهيونية، ثم التخطيط الصهيوني المحكم والمدروس، والمدعوم بكل وسائل القوة الذاتية الممكنة، ثم ضعف وتهالك معظم العرب (والمسلمين) وقابليتهم للاندحار. وضعف العرب ناجم عن «عقبات» ذاتية معروفة - إضافة إلى العقبات الخارجية الصادرة من التحالف الاستعماري - الصهيوني. وتحويل هذا الضعف إلى قوة (تتناسب مع ما لدى العرب من إمكانات مادية وبشرية) سيعني: «إصلاح» الخراب في الوضع العام لمعظم العالم العربي الحالي.
فلا شك أن الإصلاح المأمول سيسهم في حل هذا الصراع، حلاً عادلاً وحاسماً. إضافة إلى كونه متطلباً أساسياً للتنمية الحقيقية العربية الشاملة المنشودة. فالعرب أقوى وسيكونون أقدر على مواجهة إسرائيل - على شتى الصعد، وأكثر فعالية وحكمة في الضغط على القوى الكبرى، لخدمة قضاياهم، وفي مقدمتها هذه القضية. إن التطوير أصبح ضرورياً وحتمياً، حتى وإن لم يكن هناك هذا التحدي الصهيوني الرهيب. بل إن وجود هذا التحدي يمكن - بل يجب - أن يعتبر دافعاً محثاً للتسريع في التطوير والإصلاح، حتى تخرج معظم هذه الأمة من هذا المأزق التاريخي الدموي والمهين، والمتمثل في: ضعفها، وتخلفها، وكذلك في: اندحارها أمام ألد أعدائها. وتظل هناك الكثير من الأسئلة، ومنها: كيف.. وقد استحكمت المعوقات، بشكل غير مسبوق؟
****
لا يوجد إنسان سوي يحبذ الصراعات والحروب. لكن هذا «الصراع» فرض على الأمة، ووضعها أمام خيارات مرة، كانت في غنى عنها. ويتساءل البعض - بحق - كيف للعرب أن يواجهوا هذا العدو، المدجج بأحدث أسلحة الدمار الشامل الفتاكة، أليس من التعقل تجنب مواجهته؟! ونجيب عن هذا السؤال، بسؤال: هل على العرب، إذا، الاستسلام، علماً بأن الاستسلام سيمكن هذا العدو أكثر من الأرض العربية، ويرفع سقف أهدافه (من النيل للفرات)؟! إن الحكمة السياسية، تقتضي الاستمرار في عزل هذا العدو، ومقاومته، بكل الطرق الممكنة، والضغط عليه، حتى يستجيب لمتطلبات السلام (العالمية)، والتي ستضطر هؤلاء الغزاة لخفض سقف أطماعهم، ووقف توسعهم، وخفض رغبتهم الجامحة في الهيمنة على «كل» المنطقة..